كلمة السيد الوالي :
لقد تركت ثورة الفاتح من نوفمبر الأثر البالغ في صفحات التاريخ المعاصر، و رسمت بحروف من ذهب أمجاد شعب و عزته، فانتزعت بذلك احترام شعوب و حكومات خارج حدودنا إكباراً و تقديراً لبسالة الشعب الجزائري المكافح، و عرفاناً بنضاله المُستميت من أجل نيل الحرية و الاستقلال.
إن ثورة نوفمبر المجيدة لم تحرر الجزائر من براثن الاحتلال فحسب، بل أعادت إحياء الأمل لدى العديد من الشعوب المضطهدة، و أعادت رسم معادلة الكفاح لنيل الحرية و هو ما عجل باستقلال الكثير من الدول الافريقية و غيرها، و لأن الاحتلال تلميذ غبي لا يفهم إلا بتكرار الدرس كما قال الجنرال "جياب" في مقولته الشهيرة، فإن الجزائر قطعت قول كل خطيب، و ألقت للمحتل الدرس الأخير في أن الحرية تؤخذ و لا تُعطى و أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترجع إلا بالقوة، و أن ثورة نوفمبر المجيدة ليست ثورة
جهوية أو عشائرية، بل ثورة اختزلت إرادة شعب من الحدود الى الحدود و رغبته في الاستقلال و الانعتاق.
أيتها السيدات أيها السادة الأفاضل
إن ثورة الفاتح من نوفمبر تعد الكأس التي يتجرع منها الشعب الجزائري نفحات الحرية و الاستقلال، و هي بمثابة الزهرة التي يستنشق منها عبق و روح القوة و الثبات كلما واجهته شدائد التحديات، و هي كذلك مصدر إلهام الشعب الجزائري في مسيرته نحو البناء و التشييد، و كما برهن جيل الثورة بالأمس على مقدرته على الأخذ بزمام الأمور و قيادة الشعب نحو التحرر، أثبت جيل الاستقلال أن مرحلة البناء و التشييد هي الأخرى معركة، معركة ضد الجهل و التخلف، معركة ضد دعاة الفتنة و المتربصين بالبلاد و أمنها و استقرارها.
و إني على يقين تام بأن الشعب الجزائري المتمرس على مجابهة التحديات، و مقارعة الأزمات سيبقى على عهد نوفمبر و وفاء الشهداء، و سيظل لمشعل الثورة حامل دون مزايدة أو تحامل، مرتكزاً في ذلك على حبه للوطن، و الدفاع عن مقدساته و مقدراته، و في وقفة التذكر و الترحم هذه بمناسبة الذكرى الـ63 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، أسوق لكم أصدق تمنياتي بالسؤدد للجزائر قيادة و شعباً و بالرفاه و الأمن و المزيد من التقدم و الرقي.
عاشت الجزائر و المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار.
" مخبي محمد " والي تندوف
فيديو :
عدد الزوار :






